اهتمام متزايد بالاستثمار العقاري
يتمتع الاستثمار العقاري بثقة كبيرة خاصة في عالمنا العربي هذا بالإضافة للاهتمام المتزايد بالاستثمار في العقارات كبيع أو تأجير في ظل التضخم العالمي وآثار أزمات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وهي الأزمات التي جعلت الهم الأول للمستثمر ضمان قيمة أمواله والحفاظ على الأصول بدلا من تبديدها في مشروعات تجارية قد لا تناسب المتقاعدين أو أصحاب الخبرات القليلة بالتجارة.
دخل سلبي بدون مجهود.. ولكن احسن الاختيار!
منذ أن سكن الإنسان المدن والقرى وحلمه أن يكون له منزله الخاص وكان هدف العقار السكني والمنزل هو السكن والمعيشة ولكن بعد ذلك اكتشف الناس أن للمنزل قيمة استثمارية من خلال تأجيره للآخرين سواء أفراد أو مؤسسات أو إعادة بيعه بعد فترة بربح أكبر، بل أن العقارات كان لها أثر اجتماعي فيما يعرف بالوقف، حيث يوقف شخص ما عقاره وإيراداته على وجه من أوجه الخير.
هنا يظهر جدل لا ينتهي بين المتحيزين للاستثمار العقاري في العقارات المبنية وبين الأراضي الفضاء والتي تصلح لأغراض البناء بأنواعه، لكلا النوعين مميزاته وتحدياته والتي تناسب طبيعة المستثمر ورأس ماله.
شراء أرض لحماية قيمة المال
يلجأ البعض لشراء أرض بقيمة أمواله لحمايتها من التضخم ووضعها في أصل جيد، هذا الأصل له مميزات وعيوب، الميزة الأهم هي أن الأرض قد يتضاعف سعرها ويقفز محققا أرباحا خيالية خصوصا في الضواحي القريبة من المشروعات العقارية الكبرى، ولكن يعيب هذا الاستثمار أنه يتطلب أولا مستثمر صبور غير محتاج لأموال عاجلة كعائد على الاستثمار، أيضا تتطلب مستثمر مغامر!
نعم الاستثمار في الأراضي خاصة في المناطق الجديدة والضواحي السعودية غير الساكنة قد يتطلب بعض المغامرة، فربما لا يرتفع سعر الأرض لسنوات بسبب ضعف الإقبال أو عدم وجود اهتمام بالمنطقة، وفي ذات الوقت قد تتوج هذه المغامرة بنجاح كبير.
كذلك من عيوب الاستثمار في الأراضي أنها تجمد المال بدون دخل بل أنك تكون عليك دفع زكاة سنوية على قيمة الأرض.
كذلك تتميز الأرض بكونها أصل ثابت ولا تتأثر بعوامل الزمن أو التحديث بنفس الطريقة التي قد يتأثر بها العقار السكني والذي قد يطرأ عليه القدم والاستهلاك، ويتطلب تكاليف صيانة دورية من دهانات وخلافه بجانب ما قد يفرض من ضرائب ورسوم حكومية.
تتيح قطعة الأرض مرونة أكبر في الاستفادة منها. يمكن استخدامها لأغراض متنوعة مثل بناء منازل، أو إقامة مشاريع تجارية أو صناعية، أو حتى تحويلها إلى أرض زراعية. هذا يضيف قيمة إضافية للاستثمار.
مشكلات قد تواجهك في استثمار الأراضي
صعوبة تقدير المساحة التي تحتاج لشرائها أو شراء أرض بقيمة أموالك بالتحديد، فقد تكون الأرض مساحتها أكبر من قدرتك الشرائية.
في حالات نادرة قد تواجه مشكلة الاستحواذ والتعدي على الأراضي ما يؤدي إلى التقاضي ودفع تكاليف قانونية باهظة
الحاجة إلى تمويل كبير عبر الاقتراض أو التشارك لشراء الأرض، هذا بجانب أن تكاليف بناء الأرض قد يكون كبير وفوق الطاقة فيلزم وقتها الانتظار لحين إدخاره.
عملية بيع الأرض أكثر صعوبة من الشقق وبشكل عام فكلما ارتفع سعر العقار ثقل بيعه وحركته.
الاستثمار في شقة بالإيجار أو البيع
بداية هناك قاعدة عامة في الاستثمار هي أن الأفضل المشاركة في نشاط يدر ربح مستمر منذ لحظة الاستثمار، لذلك فشراء شقة وتأجيرها يضمن لك الحصول على عائد منذ لحظة الشراء وذلك من خلال تأجيرها لفرد أو مؤسسة.
يضمن لك الاستثمار في شقة إيجار تحصيل عائد ثابت سلب دون بذل مجهود وفي ذات الوقت ضمان قيمة المال في مواجهة التضخم، حيث يزداد سعر الشقة أو الفيلا مع الوقت وفي نفس الوقت يتأمن لك دخل مادي جيد يغطي نفقاتك.
يفضل أن يكون العائد على الاستثمار العقاري في شقق الإيجار لا يقل بأي حال عن الأحوال عن 7% وكلما زادت القيمة كان أفضل، وبالتالي فالعائد السنوي على الإيجار سيغطي قيمة رأس المال في حوالي 10-15 سنوات.
يفضل قبل الاستثمار في شراء شقة بمنطقة ما السؤال عن مستوى الإيجارات في المنطقة وقيمته وبالتالي سيكون عندك الحرية في الاختيار بين هذا العقار أو ذاك.
قد يستغرق نقل ملكية الشقق وقتًا طويلاً، بينما يفضل العديد من المستثمرين الاستثمار في الأراضي بسبب سهولة إجراءات نقل ملكيتها، والتي يمكن أن تتم بشكل أسرع.